أروع القصص المعبرة |
قصص معبرة
من أروع القصص وأكثرها إهتماماً ومتابعة لدى القراء هي القصص القصيرة التي تختلف عن باقي الحكايات والروايات حيث أنها تحوي في طياتها العديد من الأحداث الشيقة والممتعة حتى وإن كانت تُروى في عدة أسطر لكنها تترك أثر خاص داخل القارء وسأقدم لكم اليوم بعض هذه القصص.
القرية السيئة
في قديم الزمان كان هناك قرية إمتاز أهلها بالكذب وشهادة الزور والخسة في هذه القرية تزوج رجل بإمرأة سراً وكان زواجاً شرعياً عند شيخ وبحضور الشهود وبعد فترة من الزمن إختلف الزوجان وقام الزوج بطردها من المنزل وسلبها جميع حقوقها فذهبت للقاضي مشتكية وقالت تزوجني زواجاً شرعياً ويشهد بذلك فلان وفلان فطلب القاضي حضور الزوج والشاهدين فأنكر الزوج والشهود معرفتهم بهذه المرأة أو أنهم رأوها سابقاً نظر القاضي للشاهدين جيداً وللزوجة أيضاً وسألها هل عِند زوجك كلاب أجابت نعم قال هل تقبلين بشهادة الكلاب وحكمهم قالت نعم قال خذوها فإن نبحت الكلاب عليها فهي تكذب وإن رحبت بها فهي صاحبة الدار إرتبك الشاهدان وإصفرت وجوههم فقال القاضي إجلدوهم فإنهم يكذبون بئس القرى التي كلابها أصدق من أهلها.
الحب الأعمى
تزوج رجل من إمرأة جميلة جداً وأحبها كثيراً وجاء وقت إنتشر فيه مرض يسبب الدمامل في البشرة ويشوه المريض تشويه كبير جداً وفي يوم شعرت الزوجة الجميلة بأعراض المرض وعلمت أنها مصابة به وستفقد جمالها لكن زوجها كان خارج البيت لم يعلم بعد بمرضها وفي طريقه للعودة أصيب بحادث أدى لفقد بصره وأصبح أعمى وأكمل الزوجان حياتهما الزوجية يوماً وراء يوم الزوجة تفقد جمالها وتتشوه أكثر وأكثر والزوج أعمى لايعلم بالتشوه الذي أفقدها جمالها بل تحول من جمال إلى قبح وأكملوا حياتهم 40 سنة بنفس درجة الحب والوئام لهما في أول الزواج الرجل يحبها بجنون ويعاملها بإحترامهم السابق وزوجته كذلك إلى أن جاء يوم توفت فيه زوجته وحزن الزوج حزناً شديداً لفراق حبيبته وحينما إنتهى الدفن جاء الوقت ليذهب جميع الرجال إلى منازلهم فقام الزوج وخرج من المكان وحده فناداه رجل يا أبا فلان إلى أين أنت ذاهب فقال إلى بيتي فرد الرجل بحزن على حاله وكيف ستذهب وحدك وأنت أعمى فقال الزوج لست أعمى إنما تظاهرت بالعمى حتى لا أجرح زوجتي عندما علمت بإصابتها بالمرض لقد كانت نعم الزوجة وخشيت أن تحرج مني بسبب مرضها فتظاهرت بالعمى طوال الأربعين سنة وتعاملت معها بنفس حبي لها قبل مرضها.
النجاة بفضل المعروف
كان هناك رجل طيب القلب يحب الخير للجميع ويقوم بمساعدة الغير في يوم من الأيام كان يسير في السوق ورأى بقرة كبيرة يكاد اللبن يتدفق منها من كثرته فكر الرجل في شراء هذه البقرة وإعطائها لجاره الفقير الذي لديه من البنات خمسة ولا يستطيع أن يجلب لهم المأكل والمشرب بالفعل إشترى الرجل البقرة وذهب بها إلى جاره وأهداه إياها ووجد على وجهه السرور والفرح مرت الأيام وكان هذا الرجل الطيب يسير في الصحراء حيث أنه كان رحال وأحس بالعطش الشديد فوجد أمامه دحلاً أي ممر كبير تحت الأرض يستقر به الماء دخل الرجل هذا الدحل بحثاً عن الماء إلا أنه ظل عدة أيام دون أن يخرج وهنا إعتقد أبنائه أنه مات أو لدغه ثعبان تحت الأرض فرحوا الأبناء لموت أبيهم طمعاً في الحصول على الميراث والأموال وأول ما فكروا فيه الذهاب إلى الرجل الفقير وإسترداد البقرة التي أهداه إياها والدهم بالفعل ذهبوا الأبناء إلى الرجل وطلبوا منه أن يرد إليهم البقرة وأنها ملك لهم وأنهم سيعوضونه بجمل صغير بدلاً منها رفض الرجل وأخبرهم أنها هدية من والدهم وأنه سوف يخبره عما يفعلون عندما يقابله سخر الأبناء وأخبروه أنه مات ولا فائدة من هذا الحديث وأنهم سيأخذون منه البقرة بالقوة ودون أي مقابل إنزعج الرجل من خبر وفاة والدهم وسألهم عن سبب الوفاة فأخبروه أنه نزل دحلاً منذ عدة أيام ولم يصعد منه حتى الآن أعطاهم الرجل البقرة وطلب منهم أن يخبرونه عن مكان الدحل بالتفصيل وبالفعل ذهب إلى هذا المكان ومعه حبل كبير ربطه حول وسطه ونزل الدحل بحثاً عن الرجل وأثناء طريقه سمع أنين بصوت منخفض ذهب إلى إتجاه الصوت وحمل الرجل وصعد إلى خارج الدحل وذهب به إلى بيته قدم له الطعام والشراب حتى إستعاد صحته ثم سأله كيف بقيت على قيد الحياة دون مأكل أو مشرب كل هذه الفترة أجابه الرجل أنه وجد ماء في الدحل شرب منه لمدة ثلاثة أيام وكان يشعر كأن لبن دافئ يتدفق في فمه ثلاث مرات يومياً إلا أن هذا الحليب إنقطع منذ يومين ولا يعرف ما السبب أخبره الرجل أن السبب في ذلك هو أن أبنائه أخذوا منه البقرة الحلوب هنا أدرك الرجل أن سبب نجاته من الهلاك هو المعروف الذي قدمه لجاره الفقير وبناته وأن المعروف لا يضيع.
إرسال تعليق